درس في الخياطة | معرض

من مجموعة «درس في الخياطة»

 

كتبت الفنّانة السوريّة من الجولان المحتلّ رندا مداح، عن معرضها «درس في الخياطة»، والّذي يُتَرْجِمُ مشاعر فقدانها لأمّها عام 2020:

"الساعة الواحدة ظهرًا، 9 كانون الأوّل 2020، في مستشفى صفد، فقدتُ أمّي. من هذا الفقدان وُلِدت دفاتر «درس الخياطة» وما تلاها. قبل أيّام من مغادرتها هذا العالم، أعطتني أمّي صندوقًا من الإبر والخيطان. كأنّ يدي الّتي رسمت وخاطت هذه الأعمال هي يدها الّتي حاكت وخاطت وطبعت العصافير على كنزات الصوف، كما نحتت جدّي في تمثال طينيّ قارئًا «كتاب الحكمة». 

وأضافت: "كانت دقائق الفقدان الأولى طويلة، أثناءها تحوّلت غرف المستشفى الضخم وأروقته إلى متاهة. انقطع خيطُ أمّي ودليلتي. ضعتُ عن جناح العناية المشدّدة لمرضى «الكوفيد»، حيث تلقّى أخي الوصيّة: "لا تبحثوا عنّي. أنا ذاهبة إلى عائلتي الجديدة الّتي تنتظرني".  

وكتبت: "الروح عارية تهاجر عبر الزمان، تخلع جسدًا هنا لترتدي جسدًا آخر هناك. التقمّص معتقد قديم يسري في هضبة الجولان، وقاطنوها أهلي. الراحلون لا يغادرون. الراحلون يعبرون ويعودون. أخبرني صديق أنّ الساحرات الثلاث في افتتاحيّة «ماكبث» هنّ الماضي والحاضر والمستقبل: ثلاث إلهات صامتات منسيّات يغزلن مصائرنا، جالسات قرب الينبوع تحت شجرة العالم. هنّ حاضرات عند ولادة كلّ إنسان، خيطانهنّ الثلاثة تتضافر في خيط واحد ينسج به القدر رداء الحياة. هذا هو خيط المصير، الرقيق القويّ المليء بالعُقد".

تنشر فُسْحَة – ثقافيّة فلسطينيّة معرضًا رقميًّا لمجموعة «درس في الخياطة».

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 


 

رندا مداح

 

 

 

فنّانة سوريّة وُلِدَت عام 1983 في مجدل شمس في الجولان المحتلّ. دَرَست الفنون في «قسم النحت» في «جامعة دمشق»، حاصلة على «جائزة الصحافة» في تخصّص السينما من «مهرجان مارسيليا» (2014)، وشاركت في عديد المعارض الفنّيّة الجماعيّة.